التأمل والتأني

التأمل والتأني

في هذا الزمان المتسارع بالأحداث تتنافس الشاشات ومواقع تواصل الاجتماعي على أعيننا حيث تتسابق الأخبار والمواقف والتكنولوجيا والأعمال، عالم سريع ومملوء بالمشتتات، نسينا التأمل، أين السرحان، أن ترى زاوية بلا رمشه عين حتى يختمر موضوع التأمل في مخك ومعه ابتسامه خفيفة، في عالم يركض قد تكون لحظة صمت واحدة نسمع بها ما في داخلنا، أصبحنا بحاجة إلى قيادة سيارة هادئة إلى قيلولة بلا هز موبايل إلى سباحة في البحر إلى المشي على الأقدام لماذا لا نجرب كل هذه الأفعال بلا هاتف؟
أصبحت الحياة الحديثة مختصرة بردات فعل سريعة وحديث مختصر وقرار لحظي، ومع كل هذا التسارع، يفقد الإنسان شيئًا من ذاته، من إحساسه بالمعنى، من سلامه الداخلي.
نقضي وقتًا طويلًا في التخطيط للمستقبل أو في اجترار الماضي، ونهمل الحاضر. التأمل لا يعني الانفصال عن الواقع، بل هو اتصال أعمق به، معايشة اللحظة بكامل تفاصيلها. إنها تلك الوقفة التي تمنحك وعيًا بما تشعر، وهدوءًا وسط الضوضاء.
التأمل المنتظم يقلل من التوتر، ويحسن من جودة النوم، ويزيد من القدرة على التركيز واتخاذ القرار. كما يعزز من مشاعر الامتنان والرضا. في زمن تكثر فيه ضغوط الحياة، يصبح التأمل أداة للاستشفاء العقلي والعاطفي.
في الثقافات الأخرى، مثل الهندية واليابانية، يُعد التأمل طقسًا يوميًا مقدسًا. حتى في بعض الديانات، كالإسلام والمسيحية والبوذية، نجد التأمل والتفكر حاضرين بقوة. الصلوات، لحظات الخلوة، التسبيح، كلها أشكال من التأمل الروحي.
ليس عليك أن تكون راهبًا أو أن تقطع اتصالك بالحياة كي تتأمل. يمكنك أن تبدأ بـدقيقة صمت صباحًا قبل أن تبدأ يومك وبالتنفس بعمق والتركيز عليه لدقيقتين. بالمشي بتأنٍ دون هاتف، مراقبًا الطبيعة أو محيطك وبتخصيص وقت في الأسبوع للتفكر فيما مضى وما هو قادم.
فلنتوقف قليلًا… لنرى بشكل أوضح، ونعيش بعمق أكثر. ودمتم بخير وبتأني،،،