إغراء الأسوأ يسكن أولئك الذين يحلمون حاليًا بتحويل الصراع في أوكرانيا إلى حرب شاملة بين روسيا والغرب.    تم تنويمهم من قبل آلهة الحرب، التي تحوّل الرجال إلى مجانين، يشاهدون بشغف ومتعة حريق العالم.
   لا تخطؤوا: إنهم كثيرون... الحرب تثيرهم وتكهربهم.
    الذين يريدون الحفاظ على هدوئهم، في المقابل، مطالبون أن يسألوا أنفسهم كيف يمكن أن يبدو المخرج من الأزمة. الخطة ستكون معيبة حتما. ومع ذلك، سيكون لها ميزة السماح للنفوس بأن تهدأ، والخروج من فترة يكون فيها الأسوأ ممكنًا.

سلام
    دعونا نحاول أن نقول الأشياء بوضوح وهدوء.
    لا يمكن أن يكون هدف الغربيين، على المدى القصير، هو الإطاحة بفلاديمير بوتين، مهما كانت هذه الشخصية بغيضة، والذي سيسجله التاريخ على أنه من جرّ بلاده إلى هوسه الأيديولوجي. علاوة على ذلك، سيتعين علينا في الأيام أو الأسابيع القادمة إيجاد حل وسط معه.
   وهذا ما يفهمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يسعى بأي ثمن للحفاظ على قناة اتصال مع الكرملين.
   كما نعلم، لا تقتصر طموحات بوتين على أوكرانيا، إنه يطمح الى إعادة تشكيل شكل من أشكال السيادة الإمبراطورية الروسية، واستعادة الاتحاد السوفياتي في وجه جديد. لكن هذه الطموحات تركّزت لبعض الوقت على أوكرانيا. لذلك، يمكن أن يظهر حلّ الأزمة حول وضع أوكرانيا.
   المبدأ الأول: يجب ضمان استقلال أوكرانيا. ولا يمكن ضمها إلى روسيا بشكل أو بآخر.
   ومع ذلك، لا يمكن لأوكرانيا الانضمام إلى الناتو، وعليها أن تلتزم بذلك. من المحتمل أن يقال لنا أن أوكرانيا دولة ذات سيادة حرة في الانضمام إلى المنظمات كما تراه مناسبًا. من الناحية النظرية، هذا صحيح... عمليا، هناك شيء في هذا العالم اسمه الجغرافيا.
   هل تستطيع أوكرانيا المطالبة بالحفاظ على وحدة أراضيها؟
   لا ونعم.
   لا، لأن مصير القرم مرتبط بالتأكيد بروسيا. لا نرى كيف يمكن أن يكون الأمر على خلاف ذلك في الوقت الذي نحن فيه. وبالمثل، فإن مصير الأراضي الروسية في شرق أوكرانيا يقع في قلب الصراع الحالي. ولحفظ ماء الوجه، سيكون لبوتين على الأقل تأثيره ووزنه في تحديد وضعهم، وربما يجب التفكير بخصوصهم، في استفتاء لتقرير المصير؟
   نعم، لأنه مع حل هذه القضايا، ستضمن أوكرانيا وجودها كدولة، ولن يستطيع بوتين إجبارها على عملية نزع السلاح كاملة.

أوكرانيا
   بعد ذلك، سيسمح الهدوء المستعاد للجميع بالعودة إلى أرضهم.
   من الواضح أنه من السهل كتابة كل هذا من إدراكه.
لكن إذا كتبته، فلأذكّر بأن حل الأزمة سيكون بالضرورة مخيباً للآمال، ومنقوص، ومحدود. ومع ذلك سيكون متجذرا في الواقع.
وسوف ينقذنا من العواقب الوخيمة للحرب في أوروبا.